بسم الله الرحمن الرحيم
وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً وَرِئْياً (74) قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدّاً
حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضْعَفُ جُنداً(75)
وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَّرَدّاً (76)
أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً (77) صدق الله العظيم - سورة مريم
فالغربة هي
غربة الزمان ؟ أم غربة المكان ؟
أم غربة الأهل ؟ أم غربة الوطن ؟
أم غربة الروح ؟ أم غربة الفكر ؟
....................................................أم هي كل ذلك جميعا؟
لماذا.......؟
تهفو النفس إلى شيء لا تجده ؟
ويرنو البصر نحو أفق لانهاية له؟
إن الكثير و الكثير من الأسئلة والتساؤلات
التي تحملها نظرات تمتزج فيها الحيرة بالقلق ,
و يعشش فيها حزن دفين وألم قديم متجدد يغتال الكلمات .
الغربة :: أن
نعيش يومنا دون حلم ننتظره , أو أمل نترقبه , بعدما تبخرت أحلامنا تحت وطأة الواقع كقطرات ندى لامستها أشعة شمس الصباح
, وتلاشت آمالنا كسراب لملمته شمس المغيب ورحل معها .
الغربة :: أن
نبحث عن جرعة محبة صادقة لم يكدر صفوها مطامع مادية, أو مصالح شخصية
فلا نجد سوى الجفاف وقحط المشاعر فنطوي على الظمأ.
الغربة :: أن
نبحث عن حضن دافئ يضمنا بحنان ونشعر عنده بالأمان في لحظات ضعفنا وانكسارنا
فلا نلقى إلا لسعة الصقيع جمود و قسوة.
الغربة :: أن
نبحر مراكب صدقنا في خضم بحر لجّي متلاطم من الكذب والزيف .
الغربة :: أن
نكون مختلفين في وسط قوالب بشرية متكررة لا تقبل إلا صورتها , أن نعيش العمق في زمن السطحية والتفاهة.
الغربة :: إن
نفتش عن ذواتنا في كل ما حولنا فلا نرى إلا الفراغ الممتد .
أن نبحث عنّا فينا فلا نجدنا في داخلنا ,
أن يقيدنا الزمان ونحن خارجه
أن نبحث عنّا فينا فلا نجد أنفسنا .
الغربة:: هي
ذلك كله , أو بعضه , أو أكثر منه بكثير مما يعتمل في داخلنا
ولا نقوى على البوح به , أو نجرؤ على الحديث عنه , تمتد لتغمر عمرنا كله !!
تنخر أعماقنا بصمت , أو تنخر لتستوطن جزءا خفيا من أرواحنا و مشاعرنا .
والمغترب دائماً........................................
محسود مادياً
مجهول عائلياً
مقهور إعلامياً
مرهق جسدياً
مدمر نفسياً
مشتت فكرياً
حائر عاطفياً
يتصل أسبوعيا
ونهايته .................مختل عقلياً!!!
وكل منا ............
يحمل بذور غربته
في داخله ويعيشها بأسلوبه
من أول يوم بدء فيه...... الغربة
زوجته ( ألم الانتظار )
ابنه ( ألم الحاجة )
بنته( ألم الضياع )
أمه (ألم الوحدة )
عائلته (ألم النسيان )
غرفته (ألم الحنين )
نافذته (ألم الذكرى )
ليس له سبيل
غير اللجوء إلى........................................... الله.
اللهم هون علينا غربتنا وارزقنا من حيث لا نحتسب
يا رب يسر أمورنا واجمعنا قريبا بأهلنا
اللهم ردنا إلى بلدنا سالمين غانمين معافين من كل سوء
اللهم برحمتك وسع علينا كل ضيق وبارك لنا في كل طريق
واحفظنا ألا نعصيك واغفر لنا يوم نأتيك
واجمعنا في جنتك مع نبيكr.......!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق