10‏/12‏/2010

إغتنم وقتك (عن كتاب للمؤلّف عبد الملك بن محمد القاسم)



رأس مال المسلم في هذه الدنيا هو وقته فطوبى لمن استثمره في الخير ومن ضيّعه فلا أمل في لإرجاعه. والمؤمن يسير إلى الآخرة وكل يوم يمر من عمره يقرّبه من النهاية التي لا يدري متى تكون إلا الله تعالى فلنحرص على أن لا نضيع دقيقة واحدة من هذا العمر الغالي وقد كان ابن مسعود يقول: ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي. فإذا فتح الله تعالى لك باباً من الخير فانتهزه حتى لا يحول الله بينك وبين قلبك (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه)

قال الرسول r : خير العمل أدومه وإن قلّ. ولقد رأيت من حالي وحال الكثيرين من أبناء وبنات الإسلام يضيعون الوقت ولا يستفيدون منه الإستفادة التّامة، ورغبة مني في نشر الوعي فيما بيننا والعمل على تزكية النفوس والأرواح وإعانتها على الطاعة والعبادة الحقّة حتى تسمو وترقى عن متاع الدنيا الزائلة وتعلو إلى متاع الآخرة ورضوان الله تعالى وجنات النعيم. ودين الإسلام دين السماحة والسعة والكرم فكم من آيات وأحاديث تعلّمنا أن الحسنة بعشر أمثالها وأن قراءة حرف من القرآن به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، والصدقة في سبيل الله حسنة والله يضاعف لمن يشاء من عباده. ومن منّا يا إخوتي لا يحتاج لمضاعفة حسناته فمن منّا يعلم مقعده في الآخرة ومآله هل هو إلى الجنة ونعيمها أم إلى النار أعاذنا الله تعالى منها ومن كل ما يُقرّب إليها من قول أو فعل أو عمل. وكم من الأوقات في يومنا وليلتنا تمر ونحن لاهون غافلون عما يمكننا أن نكسبه من الأجر والثواب في لحظات معدودة نذكر الله تعالى فيها بأي شكل من أشكال الذكر أو العمل الصالح. ويكفينا أن نتذكر الحديث الذي معناه أن أهل الجنة يتحسّرون على دقيقة لم يذكروا اسم الله تعالى فيها، وإذا سألنا أنفسنا لماذا يقولون ذلك فلا بُدّ أنهم رأوا ثواب الذكر وتذوقوا حلاوة فضل الله تعالى وجزاءه وعطاءه الكثير لهم على ما قدّموه في لحظات قليلة من عمرهم. فنسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يعيننا على ذكر وشكره وحسن عبادته وأن يجعلنا ممن يستثمرون أوقاتهم في مرضاته وطاعته اللهم آمين. وهناك أعمال وأقوال وأفعال لا تأخذ من أيّ واحد فينا الوقت الكثير لكن مع هذا فإن أجرها عند الله تعالى عظيم، والآن أسأل هل عشر دقائق من وقتنا يومياً زمن طويل؟ سنقول بالطبع لا، إذن اقرأوا معي ماذا يمكننا أن نفعل في عشر دقائق من الزمن كأن نكون في الطريق إلى العمل، أو بانتظار موعد في مستشفى، أو بانتظار موعد إقلاع الطائرة هذه أوقات لا نفعل فيها شيئاً إلاّ الإنتظار وكثيراً ما تأخذنا الأفكار عبر ذكريات الماضي وأحوال الحاضر وأحلام المستقبل وكل هذه الأمور إما يزيد المرء أسفاً على ما مضى أو حسرة على ما فات أو إحباطاً مما قد يحصل، لكن وبكل بساطة يمكن لهذه الدقائق العشرة أن تكون من أجمل اللحظات وأثمنها وأعظمها أجراً وتكون علاجاً نفسياً للمُثقل بالهموم والمتردد والقلق وغيرهم ممن أخذتهم مشاغل الدنيا عن الراحة النفسية والسلام الداخلي الذي يضفي السكينة على النفس والروح . والوقت كنز ثمين ويجب المحافظة عليه وإنّا مسؤولون أمام الله تعالى عن هذا الوقت والعمر فيما أفنيناه كما ورد في الحديث الشريف:. والزمن كالمال يجب الحرص عليه والإستفادة منه وتنميته وتزكيته وصرفه في أوجه الخير وفيما يُرضي الله تعالى ومن خير هذه المصارف طاعة الله تعالى . وقد نبدأ بعشر دقائق في اليوم ثم بعد أن نستشعر حلاوة هذه الدقائق سنزيدها بإذن الله ونحاول أن لا نضيع وقتاً من غير فائدة تُرجى. فإن قرأت القرآن كل يوم عشر دقائق تختمه إن شاء الله في مدة شهرين بدل انتظار قراءته إلى رمضان القادم، وتخيلوا معي لو سبحّتم الله تعالى في هذه الدقائق مئة مرة كم سيكون مجموع هذه التسبيحات في عام واحد؟365000 تسبيحة وكم أجرها والحسنة بعشر أمثالها؟؟

وقد روي في الحديث الشريف عن أبي بكرة رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا رسول الله، أيّ الناس خير؟ قال: من طال عمره وحسُن عمله، قال: فأيّ الناس شر؟ قال: من طال عمره وساء عمله. اللهم اجعلنا ممن طال عمره وحسن عمله واجعل ألستنا وقلوبنا وجوارحنا كلها تلهج بذكرك وتسبح لك فأهلٌ أنت أن تُعبد وأهل أنت أن تُحمد لك الحمد ولك الشكر على ما أنعمت به علينا من نعمة التوحيد والإسلام وكل النعم التي لا نحصيها. وقد قال الله تعالى: وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون. فقد خلقنا الله تعالى لهدف محدد وهو عبادته فلا تغرينا الحياة بزخرفها وشواغلها عن خالق الخلق فالعمر ليس أياماً تمُر جزافا وإنما أيام محسوبة من عمرنا ومحسوبة علينا فما يمضي منها لا يعود ولا يُسترجع فلنحرص على أن تكون أعمارنا كلها عبادة وعمل وطاعة فقد قال رسول الله r: اغتنم خمساً قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرَمك، وغناك قبل فقرك. وقال r: بادروا بالأعمال سبعاً، هل تنتظرون إلا فقراً منسياً، أو غنى مطغياً، أو مرضاً مُفسداً، أو هرماً مفنّداً، أو موتاً مُجهزاً، او الدجّال فشرّ غائب يُنتظر، أو الساعة فالساعة أدهى وأمرّ. وإن كنّا لا نستشعر أهمية عشر دقائق فعلينا أن نراها في عين إنسان يحتضر لنعي أهميتها ولا ننسى أن الرسول r قال: أعمار أمتي ما بين الستين الى السبعين وقلّ من يجوز ذلك.

1. صلاة الضحى: هي من أهمّ السنن التي كان النبي r يحرص عليها لعظيم فائدتها كما جاء في الحديث: قال r يصبح على كل سلامى (اي مفصل) من أحدكم صدقة، قكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة، ويُجزئ من ذلك ركعتان تركعهما من الضحى. وقال أبو هريرة رضي الله عنه: أوصاني خليلي رسول الله r بثلاث: صيام ثلاثة أيام في كل شهر، وركعتي الضحى وأن أُوتر قبل أن أنام.

2. قراءة القرآن الكريم: فس عشرة دقائق بالإمكان قراءة خمس صفحات كاملة من القرآن الكريم وعليه فإنه بالإمكان ختم القرآن كله في أربعة أشهر هذا إذا اقتصرنا على هذه الدقائق العشرة . ولا يفوت أيّ مسلم فضل قراءة القرآن فله بكل حرف حسنة لا أقل ألم حرف وإنما ألف حرف ولام حرف وميم حرف. ولو رتّبنا جدولاً لحفظ القرآن نحفظ فيه ثلاث آيات في اليوم لحفظناه كله في ثماني سنوات بإذن الله تعالى. ولا ننس أن القرآن يأتي شفيعاً لأصحابه يوم القيامة فلنحرص أن نكون من أهل القرآن.

3. الصلاة على النبي r: قال تعالى: ورفعنا لك ذكرك. فما من نبيّ ولا رسول نال هذا الشرف العظيم إلا رسولنا محمد r والصلاة عليه أمر من الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليما) سورة الأحزاب. وعن أبي هريرية رضي الله عنه أن رسول الله r قال: من صلّى عليّ واحدة صلّى الله عليه عشراً. اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صلّيت على ابراهيم إنك حميد مجيد وآل ابراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد.

4. الصلاة على الجنازة: لأن أجرها كبير كما في الحديث عن رسول الله r: من شهد الجنازة حتّى يُصلّي فله قيراط، ومن شهدها حتى تُدفن كان له قيراطان، قيل ما القيراطان؟ قال مثل الجبلين العظيمين.

5. ذكر الله عزّ وجلّ: وفي فضائل الذكر أحاديث كثيرة والذكر هو من أفضل العبادات وأسهلها وأجره كبير وعظيم فلنجعل ألستنا رطبة بذكر الله تعالى وعن معاذ بن جبل قال سمعت رسول الله r يقول: أحبّ الأعمال إلى الله أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله. والذكر يموت بالقلب أو باللسان والأفضل ما كان بالقلب واللسان جميعاً. فلنحرص على أن نكون ممن قال فيهم الله تعالى: (والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعدّ الله لهم مغفرة وأجراً عظيما) سورة الأحزاب آية 35. ولقراءة بعض الأذكار كما وردت عن النبي r اضغط هنا.

6. التسبيح والتحميد والتهليل: هي مثل الذكر عبادة خفيفة على اللسان ثقيلة في الميزان فعن أبي هريرة عن النبي r قال: كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله العظيم سبحان الله وبحمده. وعنه أيضاً أن رسول الله r قال: من قال حين يُصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مئة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثلما قال أو زاد عليه. والإستغفار من أفضل العبادات التي يُرى أثرها على صاحبها فمن لزم الإستغفار جعل الله له من كل همّ فرجا ومن كل ضيق مخرجا، ولا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة. إضغط هنا لمعرفة المزيد من الأحاديث في فضل التسبيح والتهليل. ولنتذكّر حديث رسول الله r: أن مثل الذي يذكر ربّه والذي لا يذكره مثل الحيّ والميت.

7. الأطفال: إحرصوا على أن تجعلوا لأطفالكم دقائق من وقتكم تقضوه معهم في جلسة عائليه جميلة تدخل الفرح والسرور على قلب الأطفال، فكم من الآباء والأمهات شغلتهم أمور الحياة وكسب الروق عن أولادهم فلا يجدون الوقت ليجلسوا معهم ويعرفوا أخبارهم وكأن الهدف من إنجاب الأطفال هو إطعامهم فقط. ولنا في رسول الله r أسوة حسنة فقد كان يداعب الحسن والحسين ويقبّلهم ويحنو عليهم.

8. الدعاء: عبادة عظيمة تُشعر الإنسان مهما كبُر شأنه أن هو العبد الفقير إلى رحمة الله ومغفرته فيتضرّع إليه ويرجوه ويسأله فليس لنا إله سواه لا إله إلا هو رب العالمين. والدعاء هو ذكر باللسان وخضوع في القلب وأهم شروط الدعاء الإخلاص فيه وعدم الإستعجال وحضور القلب وإطابة المأكل والكسب الحلال. وفي القرآن الكريم والأحاديث الشريفة أدعية جامعة.

9. محاسبة النفس: يجب على الإنسان لن يتوقف بيك الحين والآخر ويحاسب نفسه قبل أن يحاسبه الله تعالى. وهذا مدعاة للإستقامة فإن كان محسناً ازداد إحساناً وإن كان مقصّراً ندم وتاب إلى الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد) سورة الحشر آية 18. ومحاسبة النفس لها فائدتين عظيمتين: أولاهما: معرفة حق الربّ جلّ وعلا والتزود من الطاعات، وثانيهما: معاقبة النفس على التقضير والإبتعاد عن الزلل.

10. القراءة: انصرف الناس في عصر التكنولوجيا عن القراءة والكتاب بشكل عام، فبالإضافة إلى قراءة القرآن وما فيها من الأجر يمكن للإنسان أن يستغلّ دقائق معدودة لقراءة باب من كتب التوحيد أو الفقه أو قراءة أي موضوع هامّ من أمور الدنيا والدين.

11. تفريج الكرب: لنغتنم دقائق من عمرنا نفرّج فيها عن المكروبين من حولنا من أهل أو جيران أو أصدقاء أو أي شخص كان ولنسعى في قضاء حوائج الناس فهذه من النعم التي أنعم بها تعالى علينا، وقد يكون هذا التفريج بالصدقة أو بقضاء الدين أو بقضاء حاجة أو بكلمة طيبة نواسي بها مكروب. عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي r قال: الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وأحسبه قال: وكالقائم الذي لا يفتر وكالصائم الذي لا يُفطر.

12. صلة الأرحام: هي من الأمور العظيمة التي يدعو إليها الله تعالى (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام) سورة النساء آية 1، والصلة هي أن تصل من قطعك كما في الحديث الشريف: ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قُطعت رحمه وصلها. وصلة الرحم لها أوجه عديدة منها: الصلة بالمال والعون على قضاء الحاجة ودفع الضرّ عنخم وطلاقة الوجه والدعاء لهم زيارة مرضاهم ودعوتهم للخير.

13. الشريط الإسلامي: هو أسهل طريقة لإيصال العلم الشرعي وتقوية الإيمان والإرشاد ويمكن أن نستمع لجزء من شريط في سيارة أو في جلسة عائلية ثم يناقش موضوع الشريط فيكون في ذلك الخير والفائدة للجميع. وتوزيع الأشرطة على الأهل والأصدقاء فيه خير للجميع.

14. الزيارة في الله: الرابط الذي يجمع المسلمين هو المودة والرحمة والتواصي بالحق والصبر على النوائب والنصرة والزيارة في الله لها أجر عظيم وقد قال الرسول r: خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه.

15. أذكار ما بعد الصلاة: من أفضل العبادات أيضاً فهي تلي عبادة عظيمة ألا وهي الصلاة والأحاديث في أذكار بعد الصلاة كثيرة. اضغط هنا لقراءة أذكار بعد الصلاة.

16. إصلاح ذات البين: الخلافات بين الناس واردة وهي من سنن الحياة ولكن من واجب المسلم أن يسعى لإصلاح ذات البين بالكلمة الطيبة والنصيحة الصادقة فقد قال الرسول r: ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى. قال: صلاح ذات البين فإن فساد ذات البين وهي الحالقة. فلنبتعد عن الخلافات السقيمة على مواضيع تافهة سخيفة.

17. الأدعية والأذكار: كما أسلفنا في فائدة الأذكار والأدعية فعلى المسلم أن يحرص على حفظ بعض الأذكار في مناسبات خاصة. اضغط هنا لمعرفة المزيد من هذه الأذكار.

18. النصيحة: الدين النصيحة كما أخبر الرسول r قلنا لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. والنصح قد يكون باللسان أو بالقدوة أو عبر اتصال هاتفي أو برسالة أو برسالة عبر البريد الإلكتروني أو عن طريق شريط أو كتاب أو منشورة أو أي وسيلة أخرى.

19. الهاتف: كما أن معظم الناس يستعملون هذه الوسيلة لإضاعة الوقت عبر أحاديث لا طائل لها ما عدا الغيبة والنميمة فيمكن للمسلم أن يجعل من هذا الجهاز وسيلة للدعوة والنصح وصلة الأرحام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو للدلالة على خير من محاضرة أو كتاب او نحوه.

20. الصدقة: هي من أبواب الخير التي فتحها الله تعالى لعباده ويثيب عليها خير الثواب. وقد جاء في الحديث الشريف: من تصدّق بعدل تمرة من كَسب طيّب – ولا يقبل الله إلا طيبا – وإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربّيها لصاحبه كما يُربي أحدكم فَلُوّه حتى تكون مثل الجبل. وفي عشر دقائق يمكن أن نوصل صدقاتنا إل محتاجيها أو إلى الجمعيات الخيرية لتوزيعها على المحتاجين ولنحرص على أن نتصدّق من خير أموالنا كما قال تعالى: (لن تنالوا البِرّ حتى تنفقوا مما تحبون) سورة آل عمران آية 92.

21. حديث الرسول: يمكن حفظ حديثين او ثلاثة من أحاديث الرسول r في عشر دقائق. ويمكن الإحتفاظ بكتيّب الأربعين النووية في الجيب وقراءته كلما تسنّى لنا ذلك.

22. التفكّر: لنأخذ عشر دقائق من وقتنا نتفكّر فيه في بديع صنع الله في أنفسنا وفي الكون الفسيح من حولنا وكيف أن كل شيء يسير وفق نظام دقيق حكيم ولنتفكّر في اليوم الآخر والحشر وساعة الموت ففي هذا ترقيق للقلوب واستشعلر بالضعف أمام خلق الله العظيم في أنفسنا وفي الكون. (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) سورة الذاريات آية 21.

23. رسالة دعوية: قال الرسول r: لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حُمُر النعم. وهذه الأمة المسلمة هي مستخلَفة في الأرض وواجب كل إنسان مسلم الدعوة إلى الله تعالى عن طريق إرسال الكتب الدعوية أو الأشرطة أو الدعوة لحضور محاضرات دعوية أو نحوه من وسائل الدعوة الكثيرة. اضغط هنا للحصول على بعض البطاقات الدعوية

24. إطعام الطعام: لقد غفل المسلمون في هذ الأيام عن إطعام الطعام واستعاضوا عن ذلك بانفاق المال. ولكن لو علمنا ما لإطعام الطعام من أجر لحرصنا عليه. عشر دقائق يمكن أن تُرسل الطعام لجيران لك محتاجين أو توصله إلى مسجد ما عندهم موائد للفقراء والمساكين. (اتقوا النار ولو بشقّ تمرة، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة) حديث شريف.

25. صلاة الإستخارة: في هذه الصلاة إظهار حاجة العبد لله تعالى وضعفه وأساس أمرها طلب الخيرة من الله عزّ وجلّ. فإذا هممت بأمر فتوضأ وصلّي ركعتين وادعو بهما بدعاء الإستخارة كما علّمنا رسولنا الكريم r.

26. كفالة يتيم: قال الرسول r: أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بإصبعيه السبّبة والوسطى. في عشر دقائق بمكن أن تنفق عشرة ريالات بمعد ريال عن كل دقيقة يمكنك بها أن تكفل ثلاثة أيتام في السنة. فكفالة يتيم تحتاج إلى 100 ريال شهرياً فقط. لمزيد من المعلومات اتصل بـ (الندوة العالمية للشباب الإسلامي) يصل المندوب لبابك هاتف : 8001242299 أو 2050000 تحويلة 820 جوال 054113874

27. منزلك: المنزل هو المكان الذي ينشد فيه الإنسان الرحة بعد التعب وحسن المعاملة ورقة المعشر هي من ركائز قيام البيت المسلم. ولنا في رسول الله r أسوة حسنة فقد كان r في مهنة أهله أي في خدمة أهله فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة. فتقرّب من زوجتك وأهل بيتك وأدخل السرور عليهم ولا تكن كالملك فيهم تأمر وتتأمر عبوساً مقطّب الوجه بينما تكون ضاحكاً ودوداً مع أصدقائك خارج البيت.

28. طلب العلم: طلب العلم فريضة وقد أثنى الله تعالى على العلم وأهله في كتابه العزيز (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أُوتوا العلم درجات) سورة المجادلة آية 11. (وقل رب زدني علما) سورة طه آية 114. وفي الحديث الشرثف: من يُرد الله به خيراً يفقهه في الدين. وقد توفرت أسباب طلب العلم في هذا العصر فأصبح سهل المنال وأنت جالس في بيتك يمكنك أن تستقي من العلوم ما تشاء فاغتنم عشر دقائق من وقتك لطلب العلم.

29. الصحف والمجلات: توجد العديد من المجلات والصحف الهادفة الإسلامية والإجتماعية التي تدعو لفضائل الأخلاق والأعمال وتوجّ النصح والإرشلد، فإن كنت من أصحاب الفكر والقلم فاحرص أن تكتب مقالات في هذه الصحف وإلا فاقرأ ما تحتويه من موضوعات هامة في عشر دقائق من وقتك.

30. الأمر بالمعروف: من أحبّ الأعمال إلى الله الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. (كنتم خير أمة أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) سورة آل عمران آية 110.

31. السجود: كثرة السجود من أحبّ الأعمال إلى الله فعن رسول الله r أنه قال: عليك بكثرة السجود فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك بها درجة وحطّ عنك بها سيئة. والسجود هو غاية العبودية لله تعالى وفيه يستشعر المؤمن قربه إلى الله وأنه بين يدي خالقه. ففي عشر دقائق يمكن أن تتوضأ وتُصلّي لله ركعات تُحسن ركوعها وسجودها وتدعو الله بما تشاء لأن السجود من مواطن استجابة الدعاء.

32. نشر العلم الشرعي: لعلّ من أفضل العبادات تعلّم العلم الشرعي ونشره وكلّ مسلم يعلم مسألة فهو بها عالم وعليه أن يعلّمها لغيره بأي وسيلة من وسلئل الإتصال ويُكره كتم العلم كما في الحديث عن الرسول r أنه قال: من سُئل عن علم فكتم أُلجم يوم القيامة بلجام من نار.

33. الدعوة إلى الله: هي من أوسع الأبواب وأسهلها، وهو عمل تُنال به الحسنات وترفع به الدرجات والدعوة باب مفتوح إلى أن تقوم الساعة (ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين) سورة فصّلت آية 33. فإذا دعوت إلى الله لك مثل أجر المسلم الجديد فإذا دعوت تاركاً للصلاة فلك أجر صلاته إلى يوم القيامة. وقد تكون الدعوة للإسلام أو للعمل الصالح أو للصلاة أو الصدقة أو الجهاد أو الحجاب أو المحاضرات الدينية أو بر الوالدين أو صلة الرحم أو الإصلاح بين الناس وهذه كلّه يدخل في باب الدعوة الواسع.

34. الصدقة الجارية: هي الصدقة المتصلة التي لا ينقطع ثوابها مثل حفر الآبار وبناء المساجد ودور الأيتام وكفالة الأيتام وسقي الماء وطبع الكتب النافعة وهي تكون للإنسان في حياته وبعد مماته. (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم يُنتفع به أو ولد صالح يدعو له) حديث.

35. تربية الأبناء وتوجيههم: قال الرسول r: كلكم راع وكلّكم مسؤول عن رعيته. إلى قوله: والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم. وهذه العشر دقائق تستفيد منها في ادخار عمل صالح لك من تربية وتعليم أبنائك حتى يكونوا صالحين ويدعون لك بعد موتك. وفي الحيث عن رسول الله r: إن الله عزّ وجلّ ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة فيقول أي رب أنّى لي هذه؟ فيقول: باستغفار ولدك لك. فاحرص في عشر دقائق أن تعلّم ولدك آية من كتاب الله أو حديثاً من الأحاديث أم حكمة من أحكام الإسلام.

36. الترديد مع المؤذن: يفرّط الكثيرين في الترديد مع المؤذن رغم ما فيه من الأجر العظيم الذي أخبر به الرسول r فمن يردد خلف المؤذن ثم يصلّي على النبي r ويسأل الله له الوسيلة والفضيلة تحُلّ له شفاعة الرسول r يوم القيامة. فلا تتهاونوا في هذا العمل العظيم ولا تنسوا أن عقب الآذان هو من أوقات استجابة الدعاء.

37. صلاة الليل: قال تعالى: (كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون) سورة الذاريات آية 17. وقال الرسول r: أفضل الصلاة بعد المكتوبة صلاة الليل. وهي سنّة مؤكدة وأفضل أوقاتها في الثلث الأخير من الليل ومن شقّ عليه القيام فليصلي قبل النوم ما شاء الله ثم يوتر. وهذا الأمر يحتاج إلى مجتهدة للنفس لكن ما إن يستشعر المسلم حلاوة قيام الليل لن يتركه أبدا لما يجد في نفسه من السكينة واللإيمان والراحة وإشراق الوجه. فحاول أن تغتنم عشر دقائق ابدأ بها قبل أذان الفجر توضأ ثم صلّي لله ركعتين في جوف الليل والناس نيام واستشعر قربك من الله عزّ وجلّ وأنه ينزل سبحانه إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل فيقول هل من سائل فأعطيه، هل من مستغفر فأغفر له ومن منّا لا يحتاج إلى مغفرة ربه العالمين وعطائه.

إنما هي عشر وعشر: تأملوا معي أن الرسول r قد بلّغ الرسالة في ثلاث وعشرين سنة فقط وقد نتعجب كيف تمضي بنا السنين وكم من 23 سنة مرّت علينا فماذا قدّمنا للإسلام والمسلمين؟ وانظروا في كتب السلف الصالح كم فيها من جهد وعلم وكم استغرقت هذه الكتب من وقتهم حتى تصل إلينا وتتناقلها الأجيال؟ بالطبع لقد استثمروا أوقاتهم خير استثمار فسبحان من وهب لعباده نعمة المحافظة على الوقت وترتيبه فلنحرص جميعاً على عدم تقديم الحجج الواهية والأعذار التي تُعيقنا عن استخدام واستثمار وقتنا على أحسن وجه فخلق الأعذار أمر سهل لكن علينا أن نسأل إلى متى؟ فكم عشر دقائق بقت من حياة كل منّا؟ ومن يعلم متى تكون هذه هي آخر الدقائق في حياته؟ فلتكن أيامنا عشر دقائق تتبعها عشر أُخرى حتى نبلغ جنات النعيم. وحتى يبارك الله تعالى في كل هذه الأمور علينا بإخلاص النيّة لله تعالى وبالدعاء بأن يتقبل الله تعالى منّا أعمالنا وبالحرص على عدم انتهاك محارم الله في السّر حتى لا ينطفئ نور قلوبنا وعلينا بتجديد النيّة والتوبة دائماً حتى لا يصيبنا الغرور كما علينا أن نسارع في إشاعة الخير بين المسلمين مهما كان هذا الخير قليلاً وأخيراً علينا بالإنشغال بعيوبنا عن عيوب الناس وإصلاح أنفسنا قبل إصلاح غيرنا وبهذا نكون خير قدوة لغيرنا من المسلمين. نفعنا الله تعالى بما علّمنا وجزى الله كل من ساهم بهذه السطور خير الجزاء وجعله في ميزان الحسنات اللهم آمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق