23‏/10‏/2010

لا تأسى على ما فاتك.......ولا تفرح بما لديك....!!!










قال الله تعالى:
(مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22)
لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا ءَاتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ) الحديد

وفي تفسير هذه الآية:

ما أصاب من مصيبة في الأرض : أي بالجدب وذهاب المال .
ولا في أنفسكم : أي بالمرض وفقد الولد .
إلا في كتاب من قبل من نبرأها : أي في اللوح المحفوظ قبل أن نخلقها .
إن ذلك على الله يسير : أي سهل ليس بالصعب .
لكيلا تأسوا على ما فاتكم : أي لكيلا تحزنوا على ما فاتكم أي مما تحبون من الخير .
ولا تفرحوا بما آتاكم : أي بما أعطاكم فرح البطر أما فرح الشكر فهو مشروع .
والله لا يحب كل مختال فخور : أي مختال بتكبره بما أعطى ، فخور أي به على الناس .

واعلم
أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك


واعلم
أن الأمة لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك



قاله النبي صلي الله عليه وسلم أن :

" كل ابن آدم خطّاء وخير الخطائين التوابون"

:"إن العبد ليذنب الذنب الصغير ولا يندم عليه ولا يستغفر منه فيعظم عند الله
حتى يصبح مثل الطود ويعمل الذنب الكبير فيندم عليه ويستغفر منه فيصغر عند الله حتى يُغفر له"
(ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين)

حديث قدسي:(أنا عند ظن عبدي بي، فإذا ظن بي خيراً فخير.. وإذا ظن بي شراً، فشر)

فإن الله اذا تبت اليه قبل توبتك والحسنات يذهبن السيئات
وكذلك فإن الله سترك واكثر من ذلك فأنت الآن تائب وعلى هدى
واكثر من ذلك ان الله في محاسبته للعبد ارحم الراحمين
وان الظن بالله الظن الحسن نجاه




عن صفوان بن محرز المازني أحد التابعين قال : بينا ابن عمر رضي الله عنه يطوف إذ عرض له رجل فقال
: يا أبا عبد الرحمن هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ‏ في النجوى ؟ فقال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :

‏( يدنى المؤمن يوم القيامة من ربه عز و جل حتى يضع عليه كنفه ، فيقرره بذنوبه فيقول : هل تعرف ؟ فيقول : أي رب أعرف ، يقول : رب أعرف ، قال : فإني سترتها عليك في الدنيا ، و إني أغفرها لك اليوم ، فيعطى صحيفة حسناته . و أما الكفار و المنافقون : فينادى بهم على رؤوس الخلائق : هؤلاء الذين كذبوا على الله ).

رواه البخاري



يعامل الله تعالى الحكيم في أفعاله الناس يوم القيامة كلا على حسبه ، و على مقتضى حكمته .
و من حيث الجملة تكون معاملته للكافرين _ عموما _ بالفضيحة لهم و المحاسبة العلنية ،
و معاملته للمؤمنين _ من حيث الجملة أيضا _ بالستر على مسيئهم ،
و بالإكرام العلني لمحسنهم ، كمن يظلهم تحت ظله ، أو يقيمهم على منابر من نور .

و يكفي للتفاوت الكبير بينهم : أن هؤلاء يعطون كتبهم بأيمانهم ،
و هؤلاء بشمائلهم أو من وراء ظهورهم ، و هذا يكون علنا للطائفتين .

و من مواقف ستر الله تعالى على العبد المؤمن العاصي :
ما جاء في حديث النجوى ، و هو الحديث الذي نحن فيه ،
وأما ذكر الكافرين فيه و أن خطابهم يكون نداء لا مسارة : فهو من باب : و بضدها تتميز الأشياء ،
فليظهر الله تعالى تمام فضله على الصنف الأول ذكر أن الكفرة يفضحهم الله على رؤوس الخلائق
و ينادون ( هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين ) فهو نداء لعنة لا نجوى ستر !.

‏ يدني الله تعالى عبده المؤمن منه ، و يقربه اليه ، لماذا ؟
مع أن عالم المسافات لا وجود له بين الله و مخلوقاته !
و المراد بالدنو هنا : دنو كرامة و احسان ، لا دنو مسافة
و الله تعالى منزه عن المسافة و قربها ..
و هذا الإدناء علامة اطمئنان للعبد أنه من أهل الكرامة و الاحسان فلا خوف عليه ،
و ما أعظم وقع هذه المقدمات المطمئنة للعبد في ذلك اليوم العسير !
و يضع الله كنفه على عبده ، و كنف الشيء لغة : ناحيته و جانبه و طرفه ،
و الله تعالى منزه عن هذا المعنى اللغوي لذلك قال العلماء بالمعنى اللغوي الآخر ،
و هو الستر و لعل أقدم من فسر الكنف بالستر هو الامام عبد الله بن المبارك ...

وبعد هذا التفضل بالستر عليه يقرره الله تعالى بذنوبه :
اتعرف ذنب كذا ؟ اتعرف ذنب كذا ؟ و لسان حال العبد يقول :


و ما قابلت عتبك باعتذار ...
و لكني أقول كما تقول ...
‏ و أطرق باب عفوك بانكسار ....
و يحكم بيننا الخلق الجميل ...

و حينئذ يتم الله عز وجل تفضله على العبد بقوله : سترتها عليك في الدنيا ،
و أنا أغفرها لك اليوم !. ثم يعطى صحيفة حسناته ، و يعطاها.

و من الواضح أن هذا الستر الأخروي إنما هو لمن ستر نفسه فستره الله في الدنيا ،
و أما من جاهر بالمعاصي و الآثام في الدنيا ، فليس له من هذا التفضل نصيب ،
إلا إذا تاب بعد ذلك و اناب و ليس لنا أن نحجر فضل الله الواسع .
و أما الكفار و المنافقون : فيناديهم على رؤوس الخلائق :و وهؤلاء الذين كذبوا على الله ....

ففي الحديث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم
قبل موته بثلاثة أيام يقول: ((لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل)).
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قال رب العزة جل وعلا: أنا عند ظن عبدي بي، إن ظن بي خيرًا فله، وإن ظن شرًا فله)).
وفي حديث آخر: ((أنا عند ظن عبدي بي، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه، وإن تقرب إلي شبرًا تقربت إليه ذراعًا، وإن تقرب إلي ذراعًا تقربت منه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة)).

عن أبي بكر رضي الله عنه قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم وأنا في الغار: لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا، فقال: ((ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما)).

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يدنى المؤمن يوم القيامة من ربه، حتى يضع عليه كنفه فيقرره بذنوبه فيقول: هل تعرف ذنب كذا.. وكذا؟ فيقول: أي رب أعرف، فيقول الله له: فإني قد سترتها عليك في الدنيا، وأنا اليوم أغفرها لك، وأما الكفار والمنافقون فينادى بهم على رءوس الخلائق: ((هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين))

وقد ورد الظن في القرآن مجملاً على أوجه:

بمعنى اليقين: كقوله تعالى: (وظن أنه الفراق)،
وكما في قوله تعالى (ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون)،
وكقوله تعالى: (وظنوا ما لهم من محيص)

بمعنى الشك والتهمة: كقوله تعالى: (إن الظن لا يغني من الحق شيئا)،
وكقوله تعالى: (وظننتم ظن السوء)، وكقوله تعالى: (من كان يظن أن لن ينصره الله).

بمعنى الحسبان: كما في قوله تعالى: {إنه ظن أن لن يحور}،
وقوله تعالى: (وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرًا مما تعملون).

الآيات والأحاديث الواردة في حسن الظن بالله تعالى:

قال تعالى: (وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم)

وقال سبحانه: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم)

*******************************
كل عام وانتم بخير
قد هل شهر الخير أسعى إلي التوبة
والتوبة المقبولة هي التي تحوى الندم والاستغفار
والرجوع إلي الطريق الصواب والبعد عما كنت تفعله
ولا تقول شهر رمضان يغفر الماضي فلا تدري هل كل رمضان ستعيش له
فإن بلغت هذا الشهر فاعمل له وان غرك شيطانك ونفسك
ما غرك بربك الكريم وأنت الآن على أبواب شهر كريم
تقرب من ربك انه غفور رحيم واسلك دربك القويم
ولا حول ولا قوة إلا بالله رب العالمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق